قُلْ للشَّباب وللشّيوخ تصبَّروا
|
في فقدنا عَلَماً ومن خُسرانهِ
|
رَحِم الإله عُبيْدَه في قبره
|
رَحماتهُ بالبرِّ في إحسانهِ
|
هذا(السّلام)مُسلّمٌ في عَفوِه
|
(عبدَ السّلام) ومُكْرِمٌ بجنانهِ
|
هو(برجسٌ) في ذي السّماء بعلمه
|
قد مدَّ نوراً زادَ عن أوطانهِ
|
علمٌ ونهجُ رسولنا في سُنّةٍ
|
وبفَهم أسلافٍ عُلا بنيانهِ
|
أخلاقهُ آدابهُ وفضائلٌ
|
عزَّ النّظير نظيرهُ عن شانهِ
|
ولسانهُ عذْبُ الكلام وسَلْسَلٌ
|
وكأنّه منه صدى ألحانهِ
|
أمّا التبدّع والتحزّب إنّه
|
يكويهمُ منه لظَى بركانهِ
|
وكذا المكفّر والجهالة رمزُه
|
هو عنده عنوان ذلِّ هوانهِ
|
وكذا الفويسق والكفور لربّه
|
قد ضلّ بالكفران في طغيانهِ
|
وكذاك دعوته بكلِّ وسيلةٍ
|
في الحقِّ كان الحقّ طَوْع بنانهِ
|
إخلاصهُ ووفاؤهُ قُلْ بذلهُ
|
عمّ الذّرى بل طفّ عن بلدانهِ
|
داعٍ إلى الحقِّ الحقيق بحجّةٍ
|
بل مُمسكٌ فيه بغَرز عنانهِ
|
قد نال دوماً في القلوب مكانةً
|
بتودُّدٍ منه مدى أزمانهِ
|
والعدل في الأحكام رأسُ طريقه
|
من غير فَرْقٍ بين ذا وفلانهِ
|
هذا وربِّي دأبهُ قلْ نهجهُ
|
هذا وربِّي قلْ عِيار وِزانهِ
|
فانظر إلى كُتْبٍ له منشورةٍ
|
ككتاب حُكَّام ٍبلا كتمانهِ
|
وكذا كمُعتقدٌ له في صحّةٍ
|
من آخر التّصنيف في عرفانهِ
|
وله تآليفٌ لطيفٌ سبْكُها
|
من سنّة الهادي كذا قرآنهِ
|
مع حُسن ترصيفِ الكلام بدقّةٍ
|
قد زادها فضلاً جمالُ بيانهِ
|
والله قد كُسرتْ قلوبُ أحبةٍ
|
من شامنا حتى إلى تطوانهِ
|
هم إخوةٌ جُمعوا بظلِّ مناهج
|
والحقُّ يعلوهم بعزِّ مكانهِ
|
بالعلم قال الله قال رسوله
|
هذا احتجاجُ الحقِّ في برهانهِ
|
لا بتأقلمِ أو تحزّبِ فِرقةٍ
|
هذا سبيلٌ شذَّ عن رجحانهِ
|
زِدْ أنّه سُوء البلاء حقيقةً
|
فمُناقضٌ للعدل بل إيمانهِ
|
باب الأخوّةِ دون هذا موصدٌ
|
بل أُشرعتْ فيه كُوى حرمانهِ
|
فالله يُنجينا برحمةِ فضلهِ
|
من لحظةِ الموتِ رضا غفرانهِ
|
في القبر تحت الأرض أيضاً رحمةً
|
فيها النّجاة من بلا فتّانهِ
|
أمّا الحساب فعند ربّ الكون
|
إذ جُلَّ المُنى في البُعد عن نيرانهِ
|
والله لن يُخزي الإله مُوحداًّ
|
يدعو إليه بفعله ولسانهِ
|
أمّا المخالفُ للصواب فإنّه
|
حلَّ به اضمحلالُ مثل دخانهِ
|
عبدٌ لهذا الربِّ عبدٌ صادقٌ
|
يحميه ربِّي عزَّ في سلطانهِ
|
فالله يرحمهُ الكريم بفضلِه
|
رحماتِ خيرٍ إنّه بضمانهِ
|
من غير تزكيةٍ له في ربّه
|
لكنّ هذا الظنّ في حسبانهِ
|
هذا القصيدُ كتبتهُ في مجلسٍ
|
من غير تَزيينٍ ولا حيرانهِ
|
تِلكم عقودٌ أربعٌ لم تكتملْ
|
عدد السنين إلى ملا أكفانهِ
|
هي نفسها أعداد تأليفاته
|
رَوْحٌ له بالطِّيب مع ريحانهِ
|
والله أولى بالعباد من الذي
|
أدمى العيونَ وكَلَّ في أجفانهِ
|