وهكذا عشت مع الشيخ عبد السلام بن برجس
هذا اليوم!!
بقلم/ أحمد بن حمد جيلان
وهكذا عشت مع الشيخ عبد السلام بن برجس هذا اليوم!!
لا عجب من عنوان المقال فقد أكرمني الله سبحانه
في هذا اليوم «الأربعاء» السادس عشر من شهر رجب لعام 1425 هـ بجدة بلقاءٍ
عاطر، وجلسةٍ رائقة استنشقتُ في ثناياها عبيرَ فقيدنا الغالي، الداعية
الموفق، والمحاضر المفيد، والعالم الشاب: عبد السلام بن برجس العبد الكريم
ـ طيب الله ثراه وجعل الفردوس مثواه ـ عشتُ ساعةً كاملة في مجلسِ (مشكاة)
النزلاء، مع ستة رجالٍ فضلاء بسماع أصواتهم، ورؤية محياهم، وطيب كلامهم
تذكرت ـ والذكرى مؤرقة!! ـ فقيدنا الغالي، وداعيتنا العالي.
إنَّ من جلستُ معهم اليوم هم أقرب الناس والله..
إلى الشيخ عبد السلام ـ رحمه الله ـ .. قرابة من
جميع الوجوه، لا تعدلها قرابة ديناً ودنياً
اسماً ورسماً وخَلقاً وخُلقاً وصوتاً وأدباً
جمعت ـ ونعم الجمع ـ بين حسن الديانة، وحسن الخلق، وصفاء المنهج وإليك
أسماؤهم، لكي تتخيل لقاءهم:
1- العم الكريم / برجس بن ناصر آل عبد الكريم
(والد الشيخ)
2- الأخ الكريم / عثمان بن برجس آل عبد الكريم
(شقيق الشيخ الأكبر)
3- الأخ الكريم الدكتور / إبراهيم بن برجس آل
عبد الكريم (شقيق الشيخ الكبير)
4- الأخ الكريم / ناصر بن برجس آل عبد الكريم
(شقيق الشيخ الأصغر)
5- الأخ الكريم / عبد الله بن برجس آل عبد
الكريم (شقيق الشيخ الأصغر)
6- الأخ الكريم / عبد الله بن راشد الغانم (أقرب
قريب وألصق حبيب للشيخ)
وبدأ اللقاء
ووالله ما هي إلا لحظات معدودات.. إلا وعادت بي
أطياف الذكريات.. إلى مجالس الشيخ العطرات.. المجلس البرجسي!! والعبق
النرجسي!! والحديث الشهي!! ولا عجب فـ (البرجس) ـ حفظه الله وصبَّره ـ
معنا، فهو ريحانة مجلسنا وما أن بدأ الحديث يأخذ مجراه.. إلا ورأيت وجه
الشيخ عبد السلام، حينما رأيت: عبد الله أخاه.. وما إن نطق: عثمان وناصر
إلا وهذا صوت الشيخ عبد السلام يرنّ صداه.. ماذا أقول عن هذا اللقاء
الرائق، والحديث الفائق؟؟
الذي ترفف فيه حمائمُ السلام.. وتتضح فيه معالمُ
الوئام.. وقد مُلئ محبةً وانسجام.. وفاح مسكاً ونرجساً بذكر سجايا الشيخ
عبد السلام.. وجرى الحديث ـ من غير شعور ـ عن مواقف خالدة، من حياة الفقيد
الرائدة فإذا أخاه عثمان.. تمتلئ عيناه بالدموع، وقلبه بالأحزان.. وإذ
بوالده «برجس» يصيح ويقول: «يا جماعة ادعوا الله لي أن يخلف عليّ بالخير،
فعبد السلام تراه روحي» إن كلماتي تتلعثم … وحروفي تضطرب … وجُمُلي تتلكأ …
عن مواصلة الحديث عن هذا المجلس المبارك الذي مُلئ بالعبر والعبرات، وجميل
الذكريات فلكم تمنّت النفسُ أن يواصلَ القطارُ!! سيره … والبلبلُ تغريده …
والقمرُ ضيائه … والزهرُ شذاه … ولكن! لا يكون إلا ما كتب الله … وما زلت
أرددها وأقول: وهكذا عشت مع الشيخ عبد السلام بن برجس هذا اليوم!!
اللهم ارحم عبدك عبد السلام برحمتك يا أرحم
الراحمين.